حاحكى حكايتين عن الإنفلات الأمنى بعد الثورة.. الحكايتين حصلوا لناس قريبين منى.. يعنى القصص من المصادر نفسها. حاولت من القصتين دول إنى أفهم إحنا مين كشعب، وإيه الإطار الأخلاقى والقيم إللى بتحكمنا.. ما فهمتش حاجة
القصة الأولى
صديق لى تمتلك عائلته مدرسة فى وسط البلد فى مدينة ساحلية. المدرسة من أهم مدارس المدينة وعلى مدار سنوات تخرج منها أجيال وأجيال. العائلة من أكثر الناس إلتزاماً بالقيم والأخلاق.
من شهر ونصف وقبل بدء الدراسة قام أحد لصوص الأراضى المعروفين بإقتحام المدرسة مع مجموعة من البلطجية وقاموا بالإستيلاء على الأرض وتحطيم الفصول والأثاث وجميع مبانى المدرسة. إتصلت العائلة بالشرطة وبالجيش ولكن تصادف فى هذا اليوم وجود مظاهرات كبيرة فى المدينة فلم يجدوا من يلبى إستغاثاتهم.
نصحهم أحد الأصدقاء باللجوء إلى بلطجية لطرد اللصوص من الأرض. وبالفعل قام هذا الصديق بإتصالات حتى وصلوا إلى مجموعة من البلطجية فى منطقة سوف اسميها "العزبة". تقابلت العائلة مع كبير العزبة فعرض عليهم قائمة الخدمات: "لو عايزين تجيبوا إنتوا المخدرات وعليكم المصابين وحالات الوفاة.. حا ناخد عشرين ألف جنيه.. أو ممكن نعمل باكيج: ناخد خمسين ألف ونشيل إحنا المخدرات والإصابات والوفيات". إختارت العائلة مجموعة الخدمات الثانية أو ما أطلق عليه كبير العزبة بالـ "فول منيو". وقام الكبير بشرح المخطط للعائلة "الأول العيال الصغيرة حا تخش تحدف طوب وقزايز ومولوتوف.. وبعدين بيخشوا الشباب بالكيكة والمقاريط والسنج والجنازير.. الموضوع حا يخدله ساعة أو إتنين بالكتير." إتضح إن الكيكة هى سلاح نارى يطلق عدد كبير من الطلقات لإثارة الذعر.. والمقروطة هى مسدس الخرطوش. وكانت هذه هى حزمة خدمات "تخليص" الأرض، أما الحماية فسوف تتكلف خمسة ألآف جنيهاً يومياً.
فى اليوم التالى وفى الساعة المحددة ذهبت العائلة للقاء الكبير ورجالته عند المدرسة. وطلب منهم المعلم الوقوف بعيداً لمتابعة الأحداث فى حين كان البلطجية يتجولون فى وسط المدينة على درجات بخارية ممسكين بالأسلحة على مرمى ومسمع من الشرطة. دخل أحد الشباب إلى المدرسة لدراسة المكان وخرج مسرعاً إلى الكبير وهمس فى إذنه.. قام المعلم من مجلسه وإتجه إلى المدرسة وإختفى هناك لمدة ساعة. ثم تلقت العائلة إتصال من المعلم وأخبرهم أن البلطجية المسيطرين على المدرسة أيضاً من سكان العزبة وعليه فإنه لن تستطيع المجموعاتان التقاتل بينهما. ولكن الكبير إتفق مع المجموعة الثانية أن على العائلة أن تعرض عليه أوراق الأرض وما يثبت ملكيتهم للمكان وإن إستطاعوا إثبات ذلك فإن البلطجية المسيطرين على المدرسة سوف ينضموا إلى الكبير لحماية الأرض من المعتدى فى مقابل ضعف المبلغ.
القصة الثانية
أحد الأصدقاء تم إختطافه أثناء تفقده أرضه فى إحدى محافظات الدلتا. ظهرت مجموعة من خمسة أفراد مسلحين بأسلحة آلية وقاموا بتكبيله وإستخدموا قميصه لتغطية عيناه. عند وصولهم إلى مكان إحتجازه اتصلوا بعائلته وطلبوا منهم خمسة ملايين جنيه للإفراج عنه. إتجهت العائلة لعمدة البلد وأخبروه بالقصة فقال ليس هناك إلا عائلتان فى القرية هم المعروفون بالخطف وإستدعى أحد أفراد العائلة الأولى وسئله فنفى تورط العائلة الأولى وقال: "والله يا حاج ما نزلنا الشغل الأسبوع ده".. وبالتالى لم يتبقى إلا العائلة الثانية. وإستدعت عائلة المخطوف الشرطة والجيش وأبلغوا عن العائلة الثانية. ولكن الشرطة نصحتهم بدفع الفدية وإخراج المخطوف ثم التعامل مع المختطفين بعد ذلك حفاظاً على حياته.
فرجعت العائلة للخاطفين وبدأوا فى المفاوضات حتى تم تخفيض الفدية إلى خمسمئة ألف جنيهاً.. قامت العائلة بتدبير المبلغ ودفعته وتم الإفراج عن المخطوف. وروى قصته فقال: خطفونى على بيت فى خارج القرية.. وجابولى فراخ مشوية وبيرة وحشيش.. على الساعة إتناشر بليل واحد منهم دخل عليا وإدانى طبنجة وقالى: "لو الحكومة جت حا تضرب فينا كلنا حتى إنت.. فخلى الطبنجة دى معاك عشان تدافع عن نفسك".. عديت الليلة على خير وعلى الفجر قمت أصلى، لاقيتهم جايين يقفوا ورايا وقالولى أمنا يا حاج.. طلع النهار عرفت إنهم خدوا الفلوس ووصلونى الأرض تانى عشان أروح".
لا أستطيع حتى هذه اللحظة أن أستوعب الكم الهائل من التناقضات فى هذه القصص ولا أستطيع إلا اللطم أوالإغماء على روحى
No comments:
Post a Comment