حصل الإخوان على نصيب الأسد فى مقاعد البرلمان.. وإنتظر الشعب
أن يرى منهم ما يعبر عن أمآله.. فإذا بالمجلس يناقش السطحيات ويستجوب الوزراء
إستجوابات خاوية متناسياً تماماً دوره الرئيسي فى التشريع قبل المراقبة.. حتى إنه
لم يتقدم علينا الإخوان بأية تشريعات ذات قيمة.. ما تقدموا به ويحسب لهم هو تعديل
بسيط فى قانون الإنتخابات فى الفرز فى اللجان الفرعية.. وإن كان التعديل يحمل فى
داخله خدمة جليلة للإخوان وهى تغيير عقوبة المخالفات الإنتخابية من الغرامة والحبس
إلى الغرامة فقط.. وكشف الإخوان عن نواياهم الحقيقية "للمشاركة" فى
إختيار الجمعية التأسيسية الأولى حتى إنسحب منها جميع الأطراف بخلاف الحرية
والعدالة وحزب النور..لدرجة أن الأزهر نفسه إنسحب منها، نفس هذا الأزهر الذي
يطالبون به اليوم كجهة رسمية لتفسير نصوص الدستور.. ولم يتعلموا من ذلك شئ فإذا بهم ينشؤن
الجميعة التالية بنفس منطق المغالبة بل ومرتكبين نفس الأخطاء القانونية عازمين التغطية
على ذلك بمحاولة فاشلة لتمرير قانون لتنظيمها تحصيناً لقرارهم بالمضي فى طريق يعلمون
أنه غير دستوري.. وعندما إحتدم الغضب ضدهم من القوى السياسية المختلفة وإمتد هذا
الإحباط إلى الشارع إختلقوا لنا قضية
إقالة الوزارة كما لو أن هذه الوزارة هى ما يمنعهم من تأدية دورهم التشريعي
والرقابي فى حين أن إقالة الوزارة ليست من صلاحياتهم وليست معركتهم.. ولكنها معركة
إفتعلوها لإلهاء الناس عن فشلهم فى دورهم الطبيعي.. نفس هذه الوزارة التى قامت
عليها أحداث مجلس الوزراء لإقالة الجنزوري ولم يقف فيها الإخوان موقف الحياد بل
إتهموا الثوار بالفوضوية والعمالة الخارجية ومحاولة إسقاط الدولة.. وإذا بها
تتحول إلى معركتهم هم وحدهم بعدها بأقل من ثلاثة أشهر.. وبعد أن أقاموا الدنيا ولم
يقعدوها وطلعوا علينا فى كل الفضائيات والجرائد ليفسروا لنا كيف أن مسألة إقالة
الجنزوري هى مسألة حياة أو موت مع العلم بأنه كان سوف يتم تغيره بعد إنتخابات
الرئاسة فى غضون أسابيع قليلة.. وإذا بالرئيس الإخواني المنتخب يترك نفس هذا
الجنزوري فى مكانه أسبوعان يأخذ القرارات ويعقد اللقاءات ويطالعنا فى جميع الصحف بنفس
الحرية ونفس الصلاحيات التى تمتع بها قبل إنتخاب الرئيس..
لم تكن معركة تغيير الوزارة إلا أداة لإلهاء الشعب
وشماعة لتعليق فشلهم فى إدارة البرلمان..