عشان هما مش جزء من الثورة، ركبوها لما كانت لهم مصلحة ونزلوا من عليها لما لقوا ركوبة تانية توصلهم أسرع. فمثلاً لما قامت الثورة الإخوان ماشتركوش فيها إلا لما حسوا إن الموضوع بجد ولما كل الناس رفضت تقعد مع عمر سليمان راحوا لوحدهم ومن ورا الناس، يعنى حتى قبل التنحى بيظبطوا لنفسهم مكان لوحدهم وتتحرق الثورة. وطبعاً شوية من الشيوخ السلفية ما نزلوش من أصله وقالوا إن ده إسمه خروج على الوالى وده حرام شرعاً. ولما تنحى مبارك سابوا كل طلبات الثورة التانية وقالك مش عايزين غير الإنتخابات. يعنى كشف العذرية على البنات ولا فتحوا بقهم عليه. هى دى مبادئهم؟ هو ده إللى إحنا ننتظروا من الإخوان والسلفيين؟ إن بنات المسلمين تتقلع قدام الضباط ويتكشف عليهم وهم يسكتوا؟ طب والمحاكمات العسكرية؟ يعنى، دول هما أكتر ناس عانت من الموضوع ده، ما فيش كلمتين على الماشى على الموضوع؟ والداخلية ومباحث أمن الدولة؟ كل ده ما لوش لازمة عندهم؟ لكن نتكلم عن الإنتخابات تقوم الدنيا وتقعد.
لما يوم 9 مارس قبضوا على مجموعة من الثوار وعذبوهم فى المتحف وضربوا البنات، ما سمعناش كلمة إدانة من الإخوان ولا من السلفيين. كل همهم هى الإنتخابات. ولما كان ميعاد الإستفتاء إللى جاى على هواهم عملوا كل البدع عشان الشعب يقول نعم ونجرى على الإنتخابات جرى. إستخدموا أرخص الطرق عشان الناس تصوت لصالح التعديلات الدستورية. "قول نعم عشان ده واجبك الشرعى" و "قول نعم عشان تحمى المادة التانية من الدستور". ده كذب ومتاجرة رخيصة بالدين. لكن معلش مبادئهم تسحملهم إنهم يكذبوا.
يوم 27 مايو لما الناس كانت نازلة الميدان تطالب بالعدالة والقصاص، سموها هما "جمعة الوقيعة" وكان موقع الإنترنت بيحط صورة للميدان وهو فاضى مع إن فيه عشرات الألوف. يعنى نفس نظام مبارك. إزاى تبقى ناس بتدعو إلى الدين والفضيلة وتبقى بتكذب عينى عينك كده؟ ولما إتهاجموا قام العريان لبس القصة للشباب إللى ماسك الموقع. وإستقال مدير الموقع إعتراضاً. ورجع العريان قال إحنا ما بنخونش حد، إحنا بس كنا معترضين على المطالب. كذاب عينى عينك.
مش بحبهم لأنهم حا يقولوا أى حاجة عشان الناس تنتخبهم. بيقولوا إن ما فيش علاقة ما بين الحزب والجماعة، ويتم تعيين مجلس إدارة الحزب من مكتب الإرشاد. بيقولوا إنهم مؤمنين بالديمقراطية ولكن يمنعوا أى حد من الجماعة من إنه يلتحق بحزب تانى غير الحرية والعدالة. بيقولوا إن المرأة لها دور مهم وإنها لازم تاخد مراكز قيادية فى الدولة وما فيش ولا واحدة ست فى مكتب الإرشاد.
ما ليش فيهم لأنهم عايزين يبقى عندهم دولة داخل الدولة. فمثلاً عايزين يعملوا نقابة عمال متسقلة للإخوان. يعنى إيه؟ هى مش قوة النقابة فى عدد الناس إللى فيها؟ فلما تقوم النقابات العمالية يروحوا هما ساحبين كل العمال اللى معاهم ويضعفوا كل النقابات؟ ويعنى إيه نقابة للإخوان لوحدهم؟ إشمعنى يعنى؟ هل فى حاجة إسمها نقابة بمرجعية إسلامية مثلاً؟
مش بحب الناس دى عشان لما بيتكلموا عن الشهداء بيعداو شهادئهم لوحدهم. بيمنوا على الثورة. "الإخوان قدمت كذا شهيد". مين إللى بيعمل كده؟ واحد عايز يتاجر بدم الشهداء. وبعدين يتهموا إللى فعلاً بيدافع عن حقوق الشهداء والمصابين وعائلاتهم إنهم هما إللى بيتاجروا بدم الشهداء. ما شفتهمش لما كانت أهالى الشهداء معتصمين فى ماسبيرو، ولا سمعنا طلب من الإخوان للمجلس العسكرى أو حكومة شرف إنهم يسرعوا بتكريمهم وصرف المعاشات بتاعتهم.
ماليش فى العالم دى لإنها لما بتتفق على حاجة ما بتعملهاش، وبيرجعوا فى كلامهم فى ثانية ولا كأن حاجة حصلت. فمثلاً يوم 8 يوليو نزلوا الميدان على مضض طبعاً وخوفاً من إن يتعزلوا زى يوم 27 مايو. بس قلنا ماشى، ما هى دى كانت جمعة وحدة وطنية والناس كلها إتفقت على مطالب توافقية كل الناس عايزاها. وكان الإتفاق إن ما فيش أى قوة سياسية حا تعلن عن نفسها أو حاتطالب بأى مطالب غير المتفق عليها وإن دى طلبات شعب مش أحزاب أو جماعات. نزلت الإخوان بمنصة دورين، عليها بوسترات دعاية للإخوان وكل المتحدثين بتوعهم كان عندهم إسطوانة واحدة.. تفتكر إيه؟ "الإنتخابات" أولاً. يعنى بجد حاجة تكسف وشغل عيال صغيرة مش ناس محترمة قد كلمتها.
مش باطيقهم لإن وسيلتهم الوحيدة هى اللعب على مشاعر الناس. لو ما كانش بالدين فبيكون بإنهم ينزلوا المناطق الشعبية ويبيعوا اللحمة بأرخص من تمنها. طب وجبتوا الفلوس دى منين؟ منين التمويل الرهيب إللى يخللى حزب زى حزب النور يفتتح مش عارف كام وتلاتين ولا وأربعين فرع فى كام شهر؟ بس بالصدفة نلاقى علم السعودية فى المظاهرات. هو ده ولائهم؟ للسعودية؟ أكتر دولة قمعية فى العالم؟ يعنى إيه مصرى وولائه للسعودية؟ عشان إيه؟ قال يعنى السعودية بتطبق الدين الإسلامى. هو ده الدين؟ إن الستات إللى كانت بتركب الدواب فى عصر الرسول (ص) مش من حقها تسوق عربية؟ إذا كان الرسول (ص) إدى حريات للنساء، إنتم مين عشان تسلبوها الحريات دى؟
ما ليش فى الناس إللى كل ما فى حاجة ما تعجبهمش يكفروا صاحبها. هى دى حرية الرأى؟ هى دى الديمقراطية إللى إحنا عايزينها؟ هو إحنا عملنا ثورة عشان نحد من حرياتنا ولا عشان نوسعها؟ وطبعاً لو واحد مسمى نفسه إسلامى يبقى إللى مش موافقه أكيد مش إسلامى وقيس على كده. خلاص الدين عندهم حكر، هما الوحاد إللى عندهم الحقيقة المطلقة. وإذا كان إنهاردة السلفى إللى كان قاعد فى بيتهم وقت الثورة ومحرمها بيطلع يتكلم بإسم الثورة ويسمى الثوار بلطجية يبقى قدام حا يكفر الأزهر وحا يكفر السلفى التانى إللى كان واقف جنبه. المهم إن حرية الرأى إللى سامحلهم يقولوا كل الكلام ده إنهاردة هى نتيجة للثورة إللى رفضوا يشاركوا فيها، بس إنهاردة سامحين لنفسهم يتكلموا زى ما هما عايزين وإبقى قابلنى لو وصلوا للحكم وسابوا نفر يفتح بقه بعد كده.
ما ليش فى السلفيين والإخوان إللى بيكذبوا كل الكذب ده. لما يقولوا إن العلمانية يعنى الإلحاد والكفر يبقوا كذابين. هما مش عايزين العلمانية ده حقهم بس مش من حقهم يسموها إلحاد، لإنها مش إلحاد. العلمانية بتدى كل واحد حق إختيار دينه وممارسة شعائره، فا منين ده إسمه إلحاد؟
ما بحبش المتأسلمين لإن لما قامت الثورة وطالبت بالخبز والحرية والعدالة، تناسوا كل ده، وتناسوا الفقراء والشهداء وكان كل همهم هو إختى كاميليا وإختى عبير والإفراج عن عمر عبد الرحمن المتهم فى أمريكا. هى دى أولوياتهم فى دولة بقالها 60 سنة بتعانى من الفقر والجهل والمرض. ممكن تكون قضية كاميليا أولوية عندهم، ده من حقهم برضه، بس أنا ماليش فى حد إختزل أولويات الشعب فى قضية من النوع ده.
ما ليش فى الناس إللى تطلع تتكلم فى لقاءات وبعد يومين يقول أنا كنت بأهزر أو يطلع واحد تانى يقول ده كان رأى شخصى. بيغيروا كلامهم كل ربع ساعة بدون إختشى. لما صبحى صالح يطلع كذاب على الهواء مباشرةً ده يبقى إسمه إيه؟ لأ والمصيبة إنه كمل اللقاء. ده أنا حتى لو كذاب عينى عينك والمذيعة قالتلى إننا بأحلف زور على الهوا كنت قمت ومشيت فى ساعتها. يعنى أقل حاجة عشان أحافظ على كرامتى، أعمل نفسى إتقمصت وأمشى. لكن إنى أبلعها كده وأكمل القاعدة عادى، أبقى كذاب وكمان ماعنديش دم.
ما بحبش ناس إختزلت ولائها فى المجلس العسكرى وباعت الشعب. ما بنسمعش إنتقاض واحد منهم لأداءه. للدرجة دى خلاص باعوا نفسهم؟ ما فيش كلمة عن قانون تجريم الإعتصامات؟ كلمة واحدة؟ مش قادرين يفتحوا بقهم أمام ولى نعمتهم. الحاجة الوحيدة إللى بيقولوها هى "الإنتخابات" وإسطوانة "الإلتفاف على إرادة الشعب". طب لو إنتوا خايفين على إرادة الشعب للدرجة دى، ليه ما إعترضتوش لما المجلس العسكرى إستفتى على "تعديل" المواد الدستورية وبعد كده راح منزل إعلان دستورى كامل؟ طب ليه ما قولتوش حاجة لما غيير نص المواد إللى تم الإستفتاء عليها فى الإعلان الدستورى؟ ولا ده مش إلتفاف على إرادة الشعب برضه؟ لكن لأ.. هم مش بيعترضوا إلا على إللى يأخر دخولهم المجلس.
لأن الناس دى بتزايد فى الدين وبيحتكروا الفكر زى ما نكون إحنا مش مسلمين زيهم. يأما تبقى متبع لفكرهم يأما إنت مش مسلم. أنا لا أقبل إن بشر يحاسبنى على دينى ويدعى إنه الوحيد اللى فاهم. أنا عايز أقرا كتير وأسمع أرآء مختلفة وإللى أنا أقتنع بيه أعمله وكل واحد وإختياراته له رب يحاسبه.
المتأسلمين للأسف ما عندهمش مبادىء وبيحتموا فى ستار إنهم متدينين ولما تزنقهم يقوموا طالعين عليك طلعة التكفير. حا يعملوا أى حاجة عشان يوصلوا للسلطة ولما يوصلوا حا يقولك ما فيش حد يتكلم ولا يفتح بقه إحنا مع ربنا والمعترض مع الشيطان. طول عمرى لا أثق فى شخص أكل عيشه ورزقه من الدين. ولا أثق فى سياسى يتلزق فى الدين. ده إسمه متاجرة وإستغلال لعواطف الناس. وعشان كده أنا ماليش فيهم. أنا مسلم ولكن ما بحبش المتأسلمين.
أخيراً، المقال ده عن مجموعة معينة من الناس، بيدعوا إنهم مسلمين ولكنهم بيستغلوا الدين وليس أكثر. ورأيى إن الإخوان كمنظمة إجتماعية، ناس محترمة جداً، وأعرف ناس سلفيين كتير أتمنى أوصل لربع إللى هما فيه من الأخلاق. لكن أول ما الناس بيبقى عندها طموح سياسى وتبتدى تلعب بمشاعر الناس بتفسيرهم الخاص للدين إللى يخدمهم مطامعهم، بيوقعوا من نظرى وماقدرش أقبل منهم كلمة لا فى السياسة ولا فى الدين.
No comments:
Post a Comment