لم أنتخبكم ولا أتفق مع ما رأيت من سياستكم ولا مواقفكم قبل الثورة ولا بعدها.. ولكنكم وصلتم للبرلمان، وهذا أمر واقع.. وواجبى كمواطن مصرى أن أتعاون معكم لصالح هذه البلد وأحرص على إنه - بالرغم من إختلافى الجذرى مع سياستكم - أن يتم تنفيذ ما هو فى صالح مصر.. وواجبى أيضاً أن أراقبكم وأن أحاسبكم إن أخطئتم أو تهاونتم.. وربما أكون قد تعاطفت معكم حين قمعكم النظام السابق، ولكنكم اليوم تتصدرون النظام الجديد فلن يشفع لكم تاريخكم ولكن سوف يشفع لكم حاضركم وما تقدمونه لشعب مصر..
لا أحسدكم ولكننى لا أشفق عليكم.. لا أحسدكم لأن ما يتطلبه النهوض بهذه الدولة هى حرب بكل المقاييس.. تفكيك هذا النظام الفاسد الذى توحش فى ظل ستون سنة من الديكتاتورية لن يكون بدون مقاومة من أطرافه.. ولا أشفق عليكم لأن السبيل الوحيد للنهوض بهذا البلد هو تكاتف جميع أطياف الشعب، فإن إستطعتم أن تعلوا سياستكم على مصالحكم وركزتم جهودكم لحشد الشعب ورائكم، نجحتم.. وإن إنتهجتم فكر الجيل المنحصر وأوهام الإستئثار بالقرار خسرتم..
ما لم يستوعبه المجلس العسكرى ولا الحكومات المتتالية أن هذا الشعب كسر حاجز الخوف ولن يقبل بالقمع كما لن يقبل بالإهانة ولن يفرط فى حقوقه.. بل وكسر أيضاً حاجز اللا مبالاة ولن يقبل من يحاول إرضائه بكلمات خاوية وسياسات شكلية كما لن يرتضى البؤس، بل سيخرج ويغير حاله بيده.. وهناك جيل صاعد يزحف عليكم يمثل أكثر من ثلاث أرباع سكان هذا البلد.. جيل أكثر إتطلاعاً من قيادتكم.. حريته لا سقف لها.. وطموحاته ليست محصورة بهذا الواقع الذى فُرض عليه.. فخذوا عبرتكم من هذه الثورة التى أشعلها شباب لم يخاف النظام الذى قمعكم فلن يستحى منكم.. وإستنبطوا أولوياتكم من ثورتهم: عيش.. حرية.. عدالة إجتماعية..
إعلموا إن دولة العدل خير من دولة الرخاء.. رأينا عشرات التصريحات منكم عن الإقتصاد ولكن لمسنا إنحياز القضاة لكم فى الإنتخابات.. وكيف أهملتم فى خطابكم إصلاح الشرطة والأجهزة الأمنية الآخرى.. وكيف لم تتطرقوا إلى إصلاح الإعلام الحكومى.. فإن كانت هذه مؤشرات على أولوياتكم فإعلموا إنكم تنهجون نهج من سبقكم وفسد فهوى.. وإعلموا أن الرخاء الإقتصادى لن يعفكم من إرساء العدالة.. فإن أعجبتكم تجارب مثل تركيا يحاول فيها الإسلاميون مقايضة الحريات بالرخاء الإقتصادى، فتذكروا أن تركيا لم تقم بها ثورة ولكنها قامت فى مصر.. وإن تخيلتم إنكم سوف تقبضون على هذه البلد بيد من حديد وتقمعوا من يعارضكم كما قمعكم من سبقكم، فأعلموا أنكم إنما تقبضون على جمرة من نار يطفئها العدل ويؤجج من نارها الإستبداد..
وأخيراً.. أمامكم شعب قدر على ما فشلتم فيه عشرات السنين ولم يستحى من هؤلاء الذين أرعبوكم.. وبعد أن انتصر فى معركته إستئمنكم على قدره.. هذا الشعب لم يختاركم صدفة ولا شفقة ولا عوضاً لكم عما عانيتموه.. ولم يختاركم حتى يدخل جنات لا تملكوا مفاتيحها.. ولكنه أهداكم فرصتكم التى لهثتم ورائها عقوداً طويلة.. فأتوه خاشعين، باسطين كفوفكم.. وعاملوه بهذه الصراحة التى لم تعتادوها وخافوه أكثر مما خشيتم هؤلاء الذين أطاحهم هذا الشعب من مجلسكم هذا.. وإن تخيلتم أن طموح هذه الثورة هو تغيير للوجوه فأنتم واهين.. إن لم تغيروا من حال هذا الشعب تغيراً حقيقياً فأعدوا نفسكم للرحيل.. ولكن هذه المرة بلا أمل فى عودة..
فقط أتساءل لماذا تحكم على مواقف الإخوان المسلمين في السلطة قبل أن يقوموا بها ؟!! هي أنا مخطئة لو حكمت أنك متسرع في الحكم عليهم ؟
ReplyDeleteلم أحكم عليهم بل التزمت بأن اتعاون معهم ولكننى فى الوقت ذاته متخوف من بعض مواقفهم ولذلك أعطيتهم النصح
ReplyDeleteرغم اختلافي معاك في طريقة عرض الفكرة الا اني احييك علي هذه التدوينة..ولكن اذا اردنا من الاخوان التوافق مع باقي الاطياف فيجب التعامل معهم موقف الصديق وليس الخصم وما رأيته معك في كلامك انك تتعامل معهم موقف"احنا و هما" ودا بالنسبالي انا انتهي خلينا مهما كانت افكارك وانتماءاتك نحكم من خلال العمل مش نبني كلامنا علي حاجه لسه محصلتش
ReplyDeleteحكمى على الإخوان حتى الآن من تصريحاتهم وسياستهم.. ولم أجد حتى الآن منهم ما يشعرنى إنهم يحتوون هذا الشعب أو أنهم يسعون إلى حشد الناس ورائهم.. أشعر بنفس السياسات الفوقية التى عانينا منها فى الستون سنة الماضية ونفس طريقة إتخاذ القرارات فى الغرف المغلقة.. بدون الشفافية والصراحة لا أجد تغيير.. وربما يكون هذا هو السبب الرئيسى فى إحساسى بإنهم قوة منفصلة ولا يسعوا لإدماجنا (نحن الشعب) فى خطتهم..
Delete