يعنى الثورة قامت والملايين نزلت تقول: عيش، حرية، كرامة.. أول حاجة كانت العيش.. فى الـ3 أشهر إللى فاتت كان فى مجموعة من الإستطلاعات وكانت النتيجة معلومتين فى منتهى الأهمية، أولاً إن 80% من الشعب المصرى متفائل من الثورة ومن تأثيرها عليه فى المدى القريب والمتوسط وتانى معلومة إن 80% من الشعب المصرى عنده 3 أولويات رئيسية: البطالة، أسعار الغذاء، والسكن. كل الكلام الباقى بتاعنا ده مالوش لازمة عندهم خالص: الحرية، محاربة الفساد، الشفافية، الدستور.. كل ده كفتة.
ولكن للأسف فى ناس كتيرة حافظة مش فاهمة.. بالنسبة لهم موضوع "العيش" ده ملخص فى "الحد الأدنى للأجور".. لسه عايشين فى أيام الثورة الصناعية وبدايات القرن العشرين لما كانوا الناس يا عمال، يا فلاحين، يا إقطاعيين.. حصل حاجات كتير قوى فى الـ 100 سنة إللى فاتوا غيروا شكل المجتمع.. ظهرت القطاعات الخدمية.. وتحول سكان العالم من الحياة فى الريف إلى الحياة فى الحضر.. الدنيا إتغيرت من أيام ماركس وقصة الحد الأدنى دى ما تأكلش عيش اليومين دول. ليه؟
أولاً 50% من الشعب المصرى عايش فى الريف من الزراعة، ودول موضوع الحد الأدنى ما يعملش معاهم أى فرق. وفى المدن 70% من السكان ساكنين فى مناطق لا رسمية.. عشوائيات يعنى.. الغألبية العظمى منهم شغلهم شغل يومية أو حرفيات أو فى منشائات غير رسمية. يعنى ما لهمش حد أدنى وما لهمش تأمينات ولا ضرايب ولا أى حاجة رسمية. يعنى بحسبة بسيطة كده على الأقل 75 – 80% من الشعب المصرى الحد الأدنى من الأجور ما يعملش معاه أى فرق.
أنا للأسف ما عنديش حل شامل كامل متكامل للمشكلة.. بس فى كام نقطة مهمين، أحب أضيفهم للحوار يمكن يفيدوا حد:
أولاً الإستثمار: التقارير الرسمية بتاعت النظام السابق قالتلك نسبة البطالة 11% وفى تقارير غير رسمية قالتلك 20%. فى كلا الحالتين عندنا تقريباً 700 ألف نفر عايزين شغل كل سنة. فرص العمل دى مش حا تيجى من القطاع العام وشغل الحكومة.. الفكرة دى خلاص، عارفين إنها ما بتنفعش.. لازم القطاع الخاص هو إللى يشيل الليلة. والقطاع الخاص يقدر يخلص الموضوع بس محتاجين شوية تركيز. القضاء على الفساد ومش بس فساد الكبار، ده سهل ومقدور عليه.. المشكلة الحقيقية فى فساد الموظفين الصغيرين.. دول توحشوا وبوظوا الدنيا.. زمان كانت الناس بتدفع رشوة عشان تعمل حاجة غلط.. فى العشر سنين اللى فاتوا بقى مطلوب تدفع رشوة عشان تعمل حاجة صح أو تاخد حقك. ولازم نشجع القطاع الخاص يستثمر فى القاطاعت غزيرة العمالة، زى الغزل والنسيج، وصناعات الأثاث، إلخ. ونشجعه مش يعنى نهتف له.. نشجعه يعنى نديله إعفاءات ضريبية، نديله فوايد مخفضة.. المهم إنه يشغل عمالة ويأمن عليها ويديها الحد الأدنى.. ولازم الدولة يبقى عندها خطة واضحة، مش زى زمان كل يومين يطلع لنا قرار وبعدين يستحب وبعدين يتعدل وبعدين يتلغى.. عايزين رؤية واضحة لعشر سنين. ولازم نلم الدور فى موضوع الهجوم على رجال الأعمال ده بقى ونطمنهم ونسيبهم يفتحوا مصانع ويشغلوا الدنيا وندفَعهُم حد أدنى وضرايب وكل إللى نفسنا فيه.
ولازم نشتغل على الشباب شوية كمان. لأن فى فرص عمل.. لكن عندنا مشكلتين: أول واحدة إن السوق محتاج ناس غير الناس إللى بتدور على شغل: يأما الناس متعلمة تعليم مش مناسب الطلبات.. أو الناس مش عايزة الشغلانة. وفى الحالتين مطلوب تدريب. أما المشكلة التانية فهى الميراث المنيل من أيام عبد الناصر "لو فاتك الميرى إتمرمغ فى ترابه".. قابلت ناس كتير تفضل تقعد فى البيت تاخد مصروف فى إنتظار الوظيفة الحكومية عن إنها تشتغل فى مصنع. وقابلت ناس تانية سابت شغل فى القطاع الخاص بـ 1200 جنيه مرتب عشان يشتغل فى الحكومة بـ 400 جنيه. الكلام ده ما ينفعش خلاص. لازم شوية توعية.
ثانياً الدعم: الصراحة موضوع الدعم ده أى كلام عندنا.. وكنت متوقع إن الحكومة الحالية تعمل شغل فى الموضوع ده، لأنه موضوع مقرف وحا يقوم ناس كتير فكنا نلبسه اليومين دول ونخلص.. المشكلة فى الدعم إن الأغنيا بيستفيدوا منه أكتر من الفقرا.. فمثلاً فى الدعم المباشر زى الكهربا والبنزين.. الغنى بيستهلك كهربا وبنزين أكتر من الفقير. وفى الدعم الغير مباشر زى مثلاً دعم الطاقة لصناعة الحديد أو الأسمنت بتفيد برضه الغنى أكتر لإنه بيبنى بيوت أكبر وبيستفيد من فرق التكلفة. لازم الدعم ده يتحول للسلع الأساسية إللى بتروح للفقير.. ده إنهاردة أهم مليون مرة من الحد الأدنى للأجور. لأن النسبة الأكبر من الشعب مش حا تستفيد زى ما قلت من الحد الأدنى للأجور لكن حا تستفيد من تخفيض أسعار الغذاء. ولازم دعم للخدمات الصحية وطبعاً التعليم.. يعنى لازم تشوف حل للدروس الخصوصية: مثلاً فى صورة مجموعات تقوية مدعمة من الحكومة (لو يعنى مش قادرين نصلح التعليم فى الكام سنة الجايين دول).
ثالثاً القطاع الغير رسمى: نسبة كبيرة قوى من الشعب بتشتغل فى القطاع اللا رسمى.. يعنى عمال البنا أو الحرفيين أو المخابز أو المصانع الصغيرة.. ودول مطحونين أضعاف أضعاف شغل الحكومة. بيشتغلوا 12 ساعة فى اليوم.. لا لهم أجر ثابت ولا تأمينات ولا معاشات.. وظروف الشغل فى منتهى الخطورة وبيشتغل فيها أطفال بملاليم.. غير المعاملة الزفت.. غير إن المنشاءات الغير رسمية دى طبعاً لا بتدفع ضرايب ولا نيلة.. وهم عندهم مشكلة برضه لأن الموظفين الصغيرين فى الحكومة بيمصوا دمهم.. لازم القطاعات دى تدخل الإقتصاد الرسمى.. لازم تظهر على الرادار عندنا، عشان نقدر نساعد العمال والموظفين إللى شغالين فى القطاعات دى.
رابعاً اللامركزية: والنبى بقى كفاية كلام عن الإقتصاد المركزى لحسن الواحد حا يتشل خلاص، روسيا خيشت وإحنا لبسنا فى الحيط من قصة المركزية دى.. لازم كل محافظة يكون لها دور فى تنمية مجتمعها.. ما ينفعش نساوى موظف فى القاهرة مع واحد فى مطروح، ده مصاريفه غير ده.. وده فرصه غير ده.. والفلاح فى العريش عنده مشاكل غير الفلاح فى أسيوط.. ولازم يكون للمحافظة الحرية فى وضع ضرائبها وتنافس المحافظات التانية وتحصل المصروفات إللى هى عايزاها عشان تجتذب الإستثمارات والسكان لها. موضوع الحكومة فى القاهرة هى إللى بتحط الخطط ده مخللى25% من الشعب المصرى عايش فى القاهرة وسايب بقيت البلد..
الموضوع مش موضوع عمال من كتب الشيوعية بتاعت القرن إللى فات.. التعريف ده كان زمان.. الدنيا إتغيرت.. أولاً بقى فى شغلانات جديدة كتير.. زى القطاع الخدمى ده ما كانش موجود أيام ماركس.. السياحة، الطب، الشحن، النقل.. دى كلها وظايف زيها إنهاردة زى العمال فى مطلع القرن العشرين لازم ندخلها فى الحسبة. بس غير كده كمان.. بقى فى ناس كتير شغالة فى القطاعات الغير رسمية والمنشاءات متناهية الصغر.. ودول فايتهم القطر.. ودول أكتر بكتير من العمال. الموضوع مش حد أدنى ونقابات بس.. فى شعب بحاله أكل عيشه بره النظام ولازم مبدئياً ياخد دعم ولازم ندخله فى الإطار الرسمى عشان يستفيد من الديمقراطية بتاعتنا دى.
I don't know Karim, but a lot of the above recommendations were promoted by the previous government too. Nowadays, there is an escalating discourse that the government economic path was OK, except for corruption. And if we eliminate corruption things will be fine. I think the problem is more structural and fundamental.
ReplyDeleteI guess the whole subject is valid but needs more research and digging up for solid examples where social justice was really achieved, not proposed as meaningless slogan.
It's an interesting and challenging topic that needs more brainstorming, especially if we add two other topics to the picture: equal opportunities and access to public resources like land and energy.
Finally, a question for you:
هو الحل إن إحنا ندخل الشعب في الإطار الرسمي، والا نخلي الإطار الرسمي لا رسمي وينزل للشعب؟
حل السؤال ده فيه كل الفرق.